يبرز مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي كل عام كواحد من أرقى الأحداث في عالم السينما. هذا العام، أصبح المهرجان الذي أقيم في دونوستيا سان سيباستيان، لؤلؤة منطقة الباسك، في الفترة ما بين 20 و28 سبتمبر، نقطة التقاء لمحبي السينما. يجمع هذا المهرجان الراسخ، الذي يعود تاريخه إلى عام 1953، بين الأفلام والفنانين المشهورين عالميًا كل عام.
وكانت أجواء المهرجان رائعة كالعادة. أصبح مبنى المدينة الشهير، مركز كورسال للمؤتمرات، مرة أخرى قلب السينما. وفي هذا الحدث، حيث تم توزيع الجوائز المرموقة مثل المحار الذهبي والفضي، ظلت اللحظات التي سار فيها الفنانون وطواقم الأفلام على السجادة الحمراء محفورة في ذكريات عشاق السينما.
ومع ذلك، فإن إحدى أكثر اللحظات التي تم الحديث عنها في المهرجان هذا العام كانت الكلمة الشجاعة التي ألقاها الممثل الإسباني الشهير خافيير بارديم. اعتلى بارديم المسرح في حفل توزيع الجوائز وتحدث ليس فقط عن نجاحه في السينما، بل أيضًا عن كيفية استخدامه لضميره في مواجهة الأزمات الإنسانية والمظالم حول العالم. وفي إشارة إلى المآسي التي تشهدها غزة، قال بارديم إن هذا الوضع "غير مقبول على الإطلاق وفظيع وغير إنساني".
وشدد في كلمته على أن أعمال العنف التي ترتكبها أطراف النزاع لا يمكن أن تبرر المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الأبرياء. وذكر بارديم أن المجتمع الدولي يجب أن يتصرف بمسؤولية أكبر في مواجهة مثل هذه الأزمات الإنسانية، وذكر أن النقد يجب أن يركز على حقوق الإنسان والقيم العالمية. وشدد أيضًا على أنه لا ينبغي الخلط بين هذه الانتقادات وخطاب الكراهية.
كلمات خافيير بارديم التالية تركت أثراً عميقاً في نفوس جميع المشاركين: "نحن مجتمع وعالم وضحايا من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة لهذه الأحداث. كل واحد منا لديه مسؤولية، وهذه المسؤولية تبدأ بعدم الصمت ".
كشف مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي عن عالم السينما السحري مرة أخرى هذا العام. ومع ذلك، فإن الدعوة الصادقة التي أطلقها خافيير بارديم مكّنت المهرجان من تجاوز كونه مجرد حدث فني ليصبح مجالًا تتم فيه المسؤولية الاجتماعية والحساسية تجاه حقوق الإنسان على المسرح.
أتمنى لك أيامًا ضميرية
Comments